الحبيب: «التنويريون الإسلاميون» أقوى من يقنع الجماهير المحافظة

الحبيب: «التنويريون الإسلاميون» أقوى من يقنع الجماهير المحافظة


حاوره: غازي كشميم - جدة
الجمعة 12/04/2013


الحبيب: «التنويريون الإسلاميون» أقوى من يقنع الجماهير المحافظة
نعيش واقعًا متغيرًا ربما يضاهي في تأثيره تأثير عقود خلت من محاولات التغيير؛ ومع هذه التغييرات الدراماتيكية التي نعيشها برزت أسئلة جديدة؛ من قبيل تأثير الثورة التكنولوجية على أفكار ومفاهيم النخبة والعامة، بل وإعادة إنتاج مثل هذه المصطلحات. كما أعيد طرح أسئلة قديمة كان قد طواها النسيان، فأسئلة الإسلام السياسي، والإصلاح والتغيير، وأفكار ومفكرو التحديث والحداثة، والهوية وموقعها من عمليات التحديث، والليبرالية وملاءمتها للمجتمعات الإسلامية؛ هذه الأسئلة القديمة المتجددة في عالمنا طرحناها على الباحث والكاتب د.عبدالرحمن الحبيب في هذا الحوار.. فإلى تفاصيله:

لا شك أن "الربيع العربي" كانت له انعكاسات شتى على كل دول المنطقة بدرجات متفاوتة، كيف تقرأ هذا الانعكاس؟
الربيع العربي ثار ضد القمع الذي تراكم لعقود.. هذا القمع كان يغطي الفساد ونتج عنه الفقر والبطالة.. وفي تقديري أن انعكاساته على الداخل تتمظهر في ارتفاع لسقف التعبير ومحاولات إصلاح رسمية هادئة ومكافحة للبطالة ومكافحة للفساد لكنها تواجه عراقيل وممانعات يصعب تقدير تأثيرها على مدى سنتين.. وهناك الساحة الأخرى لهذا الربيع وهو الإعلام الافتراضي المحتقن الذي هو في حالة انتقال من المشهد الافتراضي إلى المشهد الواقعي عبر تأثيره في الرأي العام.

ينظر البعض إلى أن الثورات أحرقت كروت "الإسلام السياسي"، كيف ترى مستقبل الأيديولوجية الإسلامية بعد عامين من "الربيع العربي"؟ 
لا أرى أن الثورات أحرقت كروت الإسلام السياسي، بل العكس.. ربما هي أحرقت بعضًا منها لكنها تعمل على إنضاج البعض الآخر، وأرجح أن تيارات الإسلام السياسي ستميل للانفتاح وللتنوير والتحديث وتبتعد عن الشعارات الدينية في السياسة لأن تلك الشعارات كانت مؤثرة عاطفيا زمن المعارضة أما الآن فحركات الإسلام السياسي تزاول السلطة ولا بد لها من الواقعية السياسية ولن تثمر لها العاطفية السياسية إلا قليلا.. في كل الأحوال المستقبل القريب يصعب رؤيته زمن الثورات فكل الاحتمالات تغدو واردة.
الإصلاح

معوقات الإصلاح من وجهة نظرك دكتور عبدالرحمن؟
لا أدري هل الإجابة الواضحة موجودة فعلًا على مثل هذا السؤال الكبير.. لذا فإني أتصور أنه من الناحية الرسمية يمكن القول: إن هناك إرادة للإصلاح وخطوات عملية لتنفيذ بعض منها.. ومن ناحية النخبة والناس فهناك "إصلاحات" مختلفة، بعضها إصلاحية وبعضها أقل من إصلاح (تطوير) وبعضها أكثر من إصلاح (تغيير جذري) وبعضها ضد الإصلاح ويريد العودة بنا إلى الوراء وزمن الأمر والنهي ويسميه إصلاحًا! المعوق الأولي هو عدم وجود حد أدنى من الاتفاق على ما هو الإصلاح، وعدم وجود حد أدنى من الاتفاق على معاني ما يتفرع من ذلك مثل: حقوق الإنسان (الحرية والمساواة)، الديمقراطية، المشاركة الشعبية، المواطنة، الحريات العامة والخاصة، الدولة المدنية، مؤسسات المجتمع المدني.. إلخ، بعد هذا المعوق الأولي تأتي معوقات تنفيذ الإصلاحات وتلك قصة طويلة!.

مر ما يقارب القرن من الزمان وهناك محاولات عديدة للإصلاح والتحديث منذ نهايات الدولة العثمانية وقبلها محاولات محمد علي باشا في مصر، برأيك.. هل المجتمعات العربية عصية على التحديث؟ ولماذا؟
بل هي دخلت في التحديث وتمارسه ولكنها لم تنجح في التآلف مع الحداثة ومتطلباتها التنموية مقارنة مع أشباهها بالظروف كشرق آسيا وأمريكا الجنوبية، لو راجعنا القرن الماضي الذي أشرت إليه سنجد أن أغلب الحواضر العربية الكبرى (مصر، الشام، العراق) حُكمت لقرون من الخارج (خاصة التركي) ومع بدايات التحرر من التبعية تميزت طبيعة نشوء التيارات والحركات بالتقلبات السياسية الدراماتيكية وسرعة ظهور الحركات السياسية ومن ثم سرعة تهافتها، وارتباطها بالعامل الخارجي معه أو ضده (كرد فعل وليس كفعل مؤسِس) وقد تصل بعض الحركات إلى الذروة باعتلائها سدة الحكم، لكنها ما تلبث أن تتداعى مخلفة بقايا حركة سياسية ثانوية كحركة القوميين العرب وقبلها الأحزاب الوطنية "الليبرالية".
في تقديري أن تشكل التيارات الفكرية السياسية أتى كردود انفعالية على واقع الحال السياسي وليس كفعل تأسيسي، فمن الناحية العملية الفعلية آنذاك لا برنامج منهجي للحزب أو الحركة أثناء المعارضة أو أثناء الحكم، ولا أساليب ولا طرق تنفيذ ولا استراتيجية بل تكتيك في تكتيك كذلك من الناحية الفكرية النظرية لا تجد فكرًا ممنهجًا ولا نظرية خاصة باستثناء اجتهادات متناثرة وقصاصات، إذا ما استثنينا النقل المباشر من الغرب أو من التراث.
الإشكالية الكبرى التي ظهرت هي الافتقار للتعامل مع الجانب الاجتماعي أقصد البناء الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع مقابل التركيز على الايديولوجيات والشعارات السياسية، فبدون التركيز على البنية التحتية للمجتمع، ووضع برامج التنمية ومكافحة الفقر والمرض والجهل على قمة الأولويات، وبدون التركيز على الحقوق الشخصية والمدنية والعدالة الاجتماعية قبل التركيز على الحل السياسي لن تحل الأزمات حسب فهمي.
الفكر
فشل المفكرون العرب كالجابري، وأركون، في تسويق أفكارهم وتطبيقها في الواقع، يراه البعض دليلا على فشل تلك الأفكار، وعدم ملاءمتها للبيئة العربية والإسلامية، هل ترى ذلك؟
كلا لا أرى ذلك، فالفشل في التسويق غير الفشل في التطبيق. نعم، النظرية التي تفشل في التطبيق هي ببساطة نظرية فاشلة، لكن أولئك المفكرين الذين أشرت لهم قاموا بمهمتهم بكل اجتهاد كمفكرين يبدعون نظريات وفرضيات وليس برامج عمل وخططا واستراتيجيات وفشلهم في التسويق ناتج عن ضعف دور الوسيط بين المفكرين وبقية الناس الذي يقوم بمهمة التوضيح والشرح والتبسيط.
هل تعني بذلك النخب المثقفة التي تترجم مثل تلك الأطروحات وتساهم في نشرها؟ أين دور السياسة (النخب الحاكمة والتنفيذية) التي بإمكانها ترجمة تلك الأطروحات واختبار مدى ملاءمتها للواقع والمجتمع؟
نعم أعني النخب المثقفة المتواصلة مباشرة كالإعلاميين والناشطين والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني الثقافية، أما الجهات الرسمية فتلك عادة دورها لدعم الثقافة المحافظة، أو الثقافة التي تظهر سيادتها في أحد المجالات، فهي في الغالب وفي شتى دول العالم، غير مبادرة على خلاف النخب المثقفة.

إعادة تعريف النخب
على ذكر المثقفين والنخب هل يعاد تعريفهم الآن في ظل ثورة التواصل الإلكتروني؟
نعم، وأصبحت الثقافة السائدة إعلامية بالدرجة الأولى كما يقول المفكر الفرنسي ايمانويل لوميو وما دام الإعلان التجاري هو المحرك الأساسي للإعلام، فهناك إعادة تعريف شاملة للإنسان وقيمه وأفكاره كلها أصبحت برسم البيع لثقافة الإعلان وثقافة الإنترنت العولمية التجارية.. فهناك حالة عارمة من تسليع الأشياء وتحويلها إلى بضاعة حتى عواطف الإنسان تعرض كبضاعة في اليوتيوب وتتلقفها الإعلانات إذا حصل على مشاهدة طيبة والآن الإعلام الافتراضي هو الذي يقود الإعلام التقليدي والثقافة وليس العكس، وأصبح الإعلام ثورة ليس في التواصل الاجتماعي وقبلها في الاقتصادي والتكنولوجي والترفيهي فحسب بل في العلم والفكر والمعرفة، كلها خاضعة له من خلال الإعلان التجاري حتى أصبح يقال إن الإعلام هو السلطات الأربع، بدلا من المقولة المعروفة الإعلام هو السلطة الرابعة.
الآن يتم إعادة تعريف المثقف وفقًا لقانون "الأكثر شعبية" لذلك أنت ترى في كل مواقع النت عبارات: الأكثر مشاهدة.. الأكثر إرسالا.. الأكثر تعليقًا.. الخ. تلك مقاييس الإعلان التجاري وليست مقاييس الجدارة والإبداع.. ليصبح المثقف هو الأكثر لفتًا للأنظار بأي طريقة كانت في هذه الحالة على المثقف أن يدجن نفسه مع هذا التغيير أو سيطويه النسيان إذا استمر على نمطه السابق وهناك طريق ثالث هو مقاومة هذا المد الجارف بالتوعية والتنوير؛ فقد يظهر يوما ما بارقة أمل في فشل تحويل الإنسان إلى بضاعة وسلعة للإعلان التجاري.

إذا كان الإعلام الجديد يقودنا إلى (تسليع الأشياء) -كما ذكرت- والمتاجرة بها ومن ضمنها الثقافة والفكر، هل هذا يعني (موت الثقافة) وبروز (الشعبوية)؟ أم تعني (تثقيف الشعبوي) ليرتفع قليلًا وتسليع المثقف ليحاكي واقعه أكثر؟
لم يتبلور ذلك بعد، لكن هناك من يطلق عبارة "موت المثقف" لصالح الشعبوية في الثقافة الغربية خاصة المفكرين الفرنسيين وبالتأكيد يصاحب ذلك بعض التثقيف للشعبوي إنما أعتقد أن طبيعة الشعوب في أن يظهر فيها فئات مشاكسة ومبادرة على المستوى الثقافي مما نطلق عليهم النخب المثقفة يجعل من المستبعد أن تنتهي ظاهرة "المثقف"؛ فالمثقف "كائن متطفل" كما يقول سارتر، أي متطفل على تخصصات غيره.
انفصال النخب المثقفة عن الناس هل هي بسبب أفكارهم الحالمة، أم بسبب عدم تقدير النخب الحاكمة وعموم طبقات المجتمع لهم؟
أعتقد السبب الأساسي هو عدم وجود وسيط فعَّال بين النخب المثقفة بأفكارها الجديدة والناس ففي كل المجتمعات هناك مسافة بين هؤلاء وأولئك وهذا طبيعي مثلما أنه يوجد مسافة بين المنتمين لتخصص معين وبقية الناس.. والوسيط هو المؤسسات والكُتاب والشارحون والناشطون والإعلاميون الذين يبسطون نظريات المفكرين إلى أفكار قابلة للفهم السريع وأقصد بالمؤسسات -وهي الأهم - مؤسسات المجتمع المدني (المؤسسات الإعلامية الحرة، المنابر الثقافية، الاتحادات، النقابات..) التي تردم الفجوة بين النخب المثقفة والجماهير فنحن نفتقر لذلك، وحتى القليل الموجود إما يفتقر في أغلب الحالات للاستقلالية أو أنه يخضع لاستبداد تيار فكري معين مما ينفر البقية ويضعف فعالية المؤسسة.. لذلك ترى أن الدعاة يسهل عليهم تسويق أفكارهم لوجود الوسيط (مؤسسة المسجد)..
التنوير الإسلامي
هل الهوية في العالم العربي والإسلامي ومرجعيتها هي حجر الزاوية التي ما زال الفكر العربي يبحث فيها وحولها؟
نعم، وأرى أن هذه إحدى أزماتنا وأحد أسباب اخفاقنا الحضاري، الأساس هو التنمية وليس الهوية، وعلى الفكر البحث في الاقتصاد السياسي والاجتماعي أكثر من الهيمان بتلك الهوية؛ الهوية لا خوف عليها، بل نحن أشد مجتمعات العالم تمسكا بها وتماسكا حولها.. لقد أخفقنا في التنمية وربما هذا جعلنا نهرب إلى الأمام بقضايا مهمة ولكننا نحولها إلى أهم القضايا. أمريكا أقل دولة في العالم عناية بالهوية، وهي الأفضل في العالم اقتصاديًا وعلميًا وتكنولوجيا.
هل هناك حالة تنويرية إسلامية فعلًا في مجتمعنا العربي، وإذا كانت موجودة فأين موقعها من التغيرات الاجتماعية الحاصلة؟
نعم أعتقد ذلك، فهناك ما يمكن تسميتهم الإسلاميين التنويريين أو الإسلاميين الليبراليين أو العصرانيين، وهذا المصطلح الأخير يطلقه عليهم الإسلاميون التقليديون لنزع لفظة "الإسلاميين" منهم وتجريدهم منها وموقعهم من التغييرات الاجتماعية وسطي بين الإسلاميين والليبراليين لكن لا يتم الالتفات لهم إعلاميًا لأنهم في موقع وسطي في خضم الاحتقان وحالة الاستقطاب الحادة التي يمر بها الفكر العربي، ولا سيما حاليًا في المشهد الثقافي السعودي ولو أتيح لهم مجال إعلامي في أجواء غير محتقنة لكانوا أقوى من يقنع الجماهير العربية التي تتصف بالمحافظة ولكنها تتطلع للتحديث.
حتمية الليبرالية
هل ترى حتمية الليبرالية الغربية بشقيها السياسي والاقتصادي؟ أليس من الممكن شق طريق آخر ملائم للبيئة العربية والإسلامية؟ وما أبرز ملامح هذا الطريق إن كان؟
أغلب الفلسفات الليبرالية نسبية الرؤية وفقًا للمكان والزمان، ولا تؤمن بالحتميات فتلك صفة الأيديولوجيات التي تجعل المكان والزمان خاضعا لنظرياتها والحتمية التي تطرح هي حتمية اقتصادية يطرحها فرع من فروع الليبرالية الاقتصادية اليمينية، وهي لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من الليبرالية العامة، أما سؤالك بإمكانية شق طريق آخر ملائم للبيئة العربية والإسلامية أي المكان والزمان فهو أيضًا طرح ليبرالي بامتياز، وغالبية الليبراليين مقتنعون به وملامحه تتفاوت بين ليبرالية وأخرى لكن يجمعها الإيمان بالتنمية والتحديث وفقًا لظروف المجتمع مع احترام حقوق الإنسان من حرية ومساواة ومشاركة في القرار.
لكن ظهرت محاولات ليبرالية عديدة في بعض الدول العربية جعلت من قيم التحديث والتنمية همها الأول لكنها اصطدمت (ربما عن عمد أو غير عمد) بمكتسبات الهوية والثقافة الدينية، هل هذا الصدام حتمي برأيك؟ ولماذا لا تقدم الليبرالية طمأنة للمجتمع بعدم مصادمة ما يعتقد أنه ثوابت بالنسبة إليه؟
التجربة الليبرالية الأولى لم تكن صدامية في بريطانيا ولا أمريكا، بينما كانت صدامية في فرنسا والتجارب الليبرالية في العالم لم تكن صدامية في غالب الحالات كاليابان وكوريا وماليزيا؛ فالصدام ليس محتملًا فضلًا عن أن يكون حتميا لا يمكن أن تقدم الليبرالية طمأنة لأحد لأنها ليست مشروعًا ايديولوجيًا محددًا لجماعات محددة، بل هي فكرة تحرر عقلانية تطويرية مشرعة للنور وقابلة للتغيير بتغير المكان والزمان.
كيف تنظر إلى المعارك الفكرية بين "التيار الإسلامي" و"التيار الليبرالي"؟ وما القضايا الملحة التي لا بد من مناقشتها بين التيارات المختلفة؟ وكيف يمكن بلورتها على أرض الواقع؟
لولا حالة الاستقطاب الحادة والاحتقان، فتلك المعارك الفكرية تمثل حالة طبيعية لمجتمع صحي يتحرك ثقافيًا من مجتمع تقليدي إلى مجتمع مدني حديث، ويبحث عن إجابات جديدة فكرية وسلوكية ومعيشية، من وجهة نظري يمكن تقسيم القضايا إلى نوعين: النظرية (الفكرية) والتطبيقية (المعيشية)؛ الأولى مفتوحة للمثقفين أنفسهم يحددون أولوياتها حسب كل تيار، والأخرى واضحة بالنسبة لي وهي قضايا التنمية والخدمات (السكن، التعليم، الصحة..) ومحاربة الفقر والبطالة والفساد واحترام حقوق الإنسان.
لماذا أصبحت هناك متلازمة (التناقض بين العقل والنقل) في ثقافتنا، مع أن الغالبية مجمعة على أهمية ودور كل منهما في التشريع والحياة العامة؟
في تقديري أن ذلك تصور قروسطي، نحن حاليًا نواجه عالمًا جديدًا يحتاج للتنظير والتشريع والتقنين، ووضع الخطط والاستراتيجيات في الاقتصاد والعلم والمعرفة والتكنولوجيا، ولبناء مؤسسات مجتمع مدني حديث، ومعها بناء منظومة حقوقية جديدة.. أغلب أجواء تلك المسائل لا علاقة لها بمسألة العقل والنقل بل بالمنهج العلمي في تحديد المناسب من الإمكانيات المتاحة. أما "العقل والنقل" فهي تدخل في المسائل الدينية والروحية وسيظل الخلاف مستمرًا حولهما مثل الخلافات الفلسفية التي لا تنتهي.
كمراقب لحركة التغيرات الاجتماعية والدينية إلى ماذا تحتاج الحالة الإسلامية الراهنة خاصة وأنها تتصدر في بعض الدول العربية؟
لست من داخل هذه الحالة لأحدد حاجاتها، ولكن من الخارج فهي بحاجة أن تقنع الناس في زمن الإنترنت والعولمة خاصة أنها بدأت تحكم في بعض الدول العربية فليس أمامها سوى الواقع المعاش بعد أن كانت في المعارضة تمارس النظريات الطوباوية الوعظ وهي في حاجة أن تضع مشروعات واقعية على الأرض بعد أن تخرج من النصوص المعلقة في السماء، ولأنني أراها من خارجها فإن أهم عنصر هو اقتناع جماعات الإسلام السياسي بوجود آخرين لديهم إجابات وأطروحات مختلفة لها كامل الحقوق في التعبير والتطبيق، دون التعرض للتكفير أو التأليب او المصادرة.
 

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال