قيمة المال بتحويله إلى خبرات جديدة*



يقع الناس بتعاملهم مع المال في دوائر مختلفة:
1- دوائر الضغط: بعض الناس يكسبون المال تحت ضغط عالٍ من العمل، حيث يعملون في مواقع ينتقدون فيها، أو يشعرون بالتهديد في بعض الأحيان، فبالتالي هم يصرفون أموالهم بشكل رئيسي على تخفيف التوتر لتعويض الصرامة التي خلفها عملهم.
هؤلاء الناس ينتهون باستمرار إلى دائرة من توليد الإجهاد وتخفيف التوتر بينما هم في الحقيقة يخفقون في بناء ثروة.

2- دوائر الأنا: بعض الناس يعملون في بيئة يشعرون فيها بالضعف أو عدم الأهمية أو قلة الفائدة، هؤلاء الناس يتخلصون من تلك الحالة بصرف المال على مظاهر سطحية تبرزهم وتظهر مكانتهم. هم يكسبون المال بغير أمان ويصرفونه لقمع أو تسكين تلك الحالة، وهكذا هم حقيقة لا يبنون ثروة.

3- دوائر الألم: بعض الناس يكسبون المال بأعمال ضارة على أنفسهم سواء ضررا جسديا أو عاطفيا، هؤلاء يصرفون أموالهم لتجنب الألم من خلال الكحول أو المخدرات أو غيرها من الانحرافات.

القيمة الحقيقية للمال والثروة تأتي عندما تكون الطريقة التي نصرف بها أموالنا ليست لتعويض الطريقة التي كسبناه بها، وإنما من خلال كسبه بطريقة إيجابية وصرفه في تجربة إيجابية أخرى.
القيمة الحقيقية للمال تظهر عندما نكتسب به خبرات وقيم أكثر أهمية؛ عندما نستخدمه لإنشاء أعمال خلاقة أو تنفع المجتمع، أو تدعم عائلتنا أو نشارك به أصدقاءنا أو نضيف به لصحتنا ورضانا.
القيمة الحقيقية للمال ليست بتراكم الأشياء المادية أو الأمتعة، وإما بخوض مزيد من التجارب.

هناك مقولة قديمة جاءت في "نادي القتال" (فيلم ورواية Fight Club) تقول: "الأشياء التي تمتلكها تنتهي إلى أن تمتلكك".

المادية هي، إلى حد كبير، فخ نفسي؛ لا يهم كم تمتلك، وكم تشتري، وكم تكسب، ف "داء الكثرة" لا ينتهي أبدا.


*مترجم بتصرف من مقال للكاتب الأميركي مارك مانسون:
 

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال